الأكسير الحقيقي عن القطب الرباني العارف بالله مولاي العربي الدرقــــــــــــــــاوي
يقول شيخنا العارف بربه مولاي العربي الدرقاوي الحسني قدس الله سره إنّ الإكسير الحقيقيّ يا أخي الّذي يقلب الأعيان حقيقة لا محالة ويملك به الإنسان نفسه والإنس والجنّ، وما لا يتصوّره في عقله ويفوز بخيريّ الدنيا والآخرة هو ما أتانا به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الله تعالى في كتابه العزيز : ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )، وإن شئت قلت هو الفطرة والنيّة والمحبّة والقناعة والمسكنة والصدق والشوق والعشق والتواضع والظنّ الحسن والخلق الحسن والسخاء والحياء والوفاء بالعهد، والوقوف عند الحدّ والتذلّل لله، والصبر على ابتلاء الله، والاكتفاء بالله وتعظيم شرائع دين الله، أو نقول متابعة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم، ومتابعة الثقات الكبار من الأمّة المحمّديّة وهم كثيرون أحياء وميّتين رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا ببركاتهم، إلاّ إنّهم رضي الله عنهم لا يعرفهم إلاّ من وصل مقامهم أو من وقف على آثارهم فاستدلّ بها عليهم، ولا يعرف ذلك إلاّ الحاذق اللبيب من أهل العلم رضي الله عنهم ولا يعرفه غيرهم، فمن أعطاه الله هذا الإكسير الّذي ليس له نظير فقد أعطاه الخير الكبير والسرّ الواضح الشهير .